Saturday 14 February 2009

بوسطة الأخوة لكسر "حصار" مخيم نهر البارد

     
   

أسوة بسفينة الأخوة لكسر الحصار على غزة, طالبت إحدى المشاركات في مداخلتها خلال اللقاء التواصلي مع أهالي مخيم نهر البارد بمبادرة "بوسطة الأخوة" لـ "كسر" حصار مخيم نهر البارد ووقف نزيف المعاناة الذي عانى منه وما زال سكان المخيم المهجرين منهم والنازحين سواء في المخيم القديم أو الجديد أو حتى خارجهما.
كذلك شدّدت المداخلات الأخرى من قبل المشاركين، على ضرورة تفعيل دور الإعلام والمؤسسات والمنظمات المدنية والحقوقية (المحلية والدولية) لتسليط الضوء على معاناة سكان مخيم نهر البارد المستمرة ووضع حد لها والضغط على الجهات المسؤولة المعنية لمباشرة إعادة إعمار المخيم.
جاء ذلك خلال اللقاء التواصلي مع أهالي مخيم نهر البارد الذي نظّمه مجموعة من الناشطين والمتطوعين الفلسطينيين واللبنانيين تحت عنوان " نهر البارد... إن روى..." وفي ظل تخوفات الأهالي من قرار مجلس الوزراء اللبناني الأخير بتاريخ 16 كانون الثاني 2009 لإقامة قاعدة بحرية على شاطىء مخيم نهر البارد ومن قراراته السابقة بإنشاء قاعدة عسكرية برية داخل المخيم، وفي ظل استمرار الضغوط بسبب التصاريح والحواجز وعمليات التفتيش لداخلي وخارجي المخيم من سكانه أو زائريه، وذلك الاربعاء 11-2-2009 في مسرح المدينة- بيروت.
وشارك في اللقاء من أهالي المخيم وجواره كل من ممثلة "هيئة مناصرة مخيم نهر البارد" سكينة العنين, رئيس "لجنة تجار ومتاجر مخيم نهر البارد" حسن مواعد, رئيس بلدية المحمّرة الشيخ نديم تلاّوي وآخرين, وبحضور مجموعة من وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة (محلية- عربية) واعلاميين, وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية واللبنانية ومنظمات حقوقية محلية ودولية وفعاليات.
تخلّل اللقاء عرض لشهادات سكان مخيم البارد وجواره ومداخلات من قبل الحضور, كما تم عرض تقارير تشرح خريطة لدمار المخيم ووضعه الأمني وحالة إعادة الإعمار (مع وقف التنفيذ) وتقارير عن كيفية الحصول على التصاريح العسكرية للمدنيين والصحافيين بالإضافة الى عرض لخطوات الدخول الى المخيم ومراحله؛ من الانتظار لعبور الشريط الشائك عبر الحاجزمرورا بالتفتيش والتأكد من التصريح. كما تم عرض للوضع الاقتصادي والأزمة الاقتصادية في نهر البارد ووضع المجتمع المدني الذي تحول دوره من دور تنموي إلى إغاثي، والوضع النفسي الاجتماعي لسكان المخيم بالدرجة الأولى.
إما البارد وإما فلسطين.
هكذا ختمت عزيزة عبد الكريم شهادتها عن نهر البارد, بعد حديثها عماتُعانيه وأطفالها جّراء عبور الحواجز وتقديم التصاريح للعبور من وإلى المخيم - حيث تقيم و 28% ممن عادوا في مساكن مؤقتة (بركسات) أنشأتها الأونروا, أي أن حوالي 20,000 من السكان ما زالوا مهجرين.
" هي مؤقتة الى حين إعادة الإعمار... وكلها وعود", تقول. وتتساءل لماذا لا يسمح لهم بالعودة الى بيوتهم المدمّرة وليفعلوا بها ما يريدون طالما هم أنفسهم يرغبون بذلك, "نحنا بدنا نرجع عَ بيوتنا مثل ما هيي مدمّرة... قابلنين فيها"، مضيفة أنه لا بديل عن عودتها الى المخيم " إما البارد وإمّا فلسطين".
وتأكيداً على ذلك, تضيف سعاد حسين شهادتها عن المعاناة اليومية المستمرة لهم والمتمثّلة بالتصاريح وعمليات التفتيش والانتظار وما يخلّفه ذلك من آثار نفسيّة على الجميع خصوصاً الأطفال.
بنموت باليوم مئة مرّة
اعتبرت من جهتها سليمة القاضي في شهادتها أن المخيم يمثل البيت الثاني بعد فلسطين, مشتكيةً من مسألة التصاريح والحواجز والتفتيش ومتسائلة "كيف أحتاج إلى تصريح كي أدخل منزلي؟!". ورأت أن تدمير الكرامة أكثر إيذاءً من تدمير الحجر, "عم بنموت باليوم مئة مرّة".
وقالت سكينة العنين من جهة ثانية, أنهم "كهيئة مناصرة مخيم نهر البارد" عملوا ويعملون من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية, وتشكيل لجنة حل النزاعات بسبب التوترات في المنطقة بعد حرب البارد, وشدّدت على كوننا ضيوف في لبنان وعلى وجوب أن نكون ضيوفاً أعزاء وليس أذلاء.
مع الأمن... لكنّنا ضد الاستبداد
أكّد رئيس بلدية المحمرة نديم تلاّوي من جهته "إن العلاقة مع المخيم وأهله هي علاقة ممتازة قبل الحرب وبعد الحرب.. بل إنّها زادت المحيط تضامناً وتعاطفاً", مطالباً المسؤولين العمل على إزالة العوائق لإعادة الأمور الى سابق عهدها.
وشدّد على أن الواقع الأمني يفرض نوعاً ما من الإجراءات القائمة حالياً إلا أن ذلك لا يبّرر بعض الإجراءات التعسفية "نحن مع الأمن والحواجز والمراقبة والتفتيش لكننا لسنا مع الاستبداد"! وأضاف "البلد بحاجة الى الاستقرار, وأهل المخيم والجوار أيضاً.
ما حصل في البارد هو "هوريشيمي"
طالب رئيس لجنة تجار ومتاجر مخيم نهر البارد بإلغاء الحواجز والأسلاك الشائكة المحيطة بالمخيم, لكي لا يبقى منطقة مغلقة ولا تبقى الحركة التجارية والتبادلية مع المحيط والجوار اللبناني مسدودة, مشيراً إلى أن المخيم كان ركيزة من ركائز الاقتصاد اللبناني. وبعد الحرب إنهار الوضع الإقتصادي في المخيم "عدنا الى الصفر", إذ يبقى ما يزيد عن 50% من المصالح في المخيم معطلة, ويصل المعدل الحالي للبطالة 40% لدى العائدين الى المخيم و26% لدى أهل المخيم المهجرين ليتدنى مدخول الأسر في نهر البارد 40%.
كما نفى الإشاعات المغلوطة عن التهريب الغير شرعي في الخيم, مستطرداً "كفى ظلماً لأناس أحبوا هذا البلد... ازدهرت تجارتنا بالبارد ليس بالتهريب بل بالصدق والأمانة".
وأكد المواطن اللبناني وجار لمخيم نهر البارد عبد الله صالح على الشراكة والأخوة بين الشعبين وطالب بإلغاء التصاريح المفروضة لدخول
المخيم "بدنا نفوت عل مخيم بدون تصاريح.. أشغالنا كانت كلها بالمخيم

تجدر الإشارة إلى أن مخيم نهر البارد ما زال مصنفاً كمنطقة عسكرية وأمنية رغم مرور 19 شهراً على إنتهاء المعركة ما يصعّب من منهجية مشروع طوارئ بإعادة الإعمار التي تحتاج ديناميكية وسرعة ومرونة والتي ما زالت غيرمتوفرة.
وإلى حينه سيبقى نزيف معاناة سكان المخيم القديم والجديد من النازحين والمهجرين مستباحاً وحتى إشعارآخر!

No comments: