Sunday 19 December 2010

نرفوزة



لم يستطع أخونا المتفذلك في الأمن العام في «مطار رفيق الحريري الدولي»، إلا أن يعلّق على الصورة الشخصية التي رآها داخل جواز سفري، أقصد وثيقة السفر للاجئين الفلسطينيين خاصتي. وإن لم تكن تلك الصورة هي التي استثارت فذلكته، لأوجد حتماً ذريعة أخرى للتفذلك، ربما بسبب وقوفه الممل ذاك.
فكما هو متعارف عليه، ما إن يظهر الفلسطيني/ الفلسطينية وثيقة سفرهما أو هوية لجوئهما الزرقاء إن اضطراراً أو تعمداً، إلا وستثار بتفاوت حفيظة الآخر اللبناني أو فضوله أو عاطفته، سواء كان عسكرياً على أحد الحواجز أو زميلاً في الدراسة أو العمل أو غريبا ــــ ما غريب إلا الشيطان ــــ أو رجل أمن في المطار.
وبالعودة إلى أخينا رجل الأمن الذي كان يتفقد الأوراق والمستندات المطلوبة من المسافرين ويختمها ليكملوا مسيرتهم بعيداً عن بيروت، تنبّه إلى الصورة الشخصية التي كنت فيها مرتدية الكوفية الفلسطينية «القح» أو الأصلية، حتى علّق بطريقة استفزازية وابتسامة عريضة كادت تغطي كامل وجهه «متصورة بالكوفية، زيادة وطنية يعني؟».
لم أستوعب جيداً ما سبب هذا التعليق، ولكنني رددت بعصبية «في شي بيمنع؟» أكمل وابتسامته العريضة تلازمه «إنتو الفلسطينيي جاييكو التوطين، ورح تتوطنوا بلبنان! خلص بعدك بتتأملي ترجعي على فلسطين يعني؟».
كدت أصاب بجلطة «لأ مش متأملة أرجع على فلسطين، متأكدة.. إنو رح أرجع على فلسطين» قلت له.
ناولني جواز السفر، أقصد وثيقة سفر اللاجئين الفلسطينيين «تفضلي يا نرفوزة انتِ»، في محاولة منه لتلطيف الأجواء. أخذته، بالطبع، متمنية في سري طول عمره ودوامه في وظيفته المملة هذه، ومتمتمة «أنا بفرجيه! إذا ما بضلني كل ما بدي اعمل هوية أو باسبور ــــ يلعن ها..! ــــ قصدت وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين، أتصور بالكوفية». والحمد لله أنني سمعت كلام أمي وحصلت على وثيقة تخدم 5 سنوات، فحتى ذلك الحين ستبقى الكوفية رفيقة صورتي ووثيقة سفري.




1 comment:

وحداتي said...

بعين الله يا نادية