الحمد لك يا رب على موسم الحجّ المبارك هذا، وعلى نعمك الكثيرة التي أنعمت بها على سكان المخيم هذا العام.
فسبحانك، تمكّن عدد كبير من الجيران من الحجّ للسنة الثانية على التوالي وهم/ن على يقين بالحجّ مرّات أخرى إما عن روح آبائهم/ن أو أمهاتهم/ن أو أزواجهم/ن أو ما ملكت أيمانهم، رغم الأوضاع الاقتصادية الزفت التي يشكون منها طوال الوقت.
وسبحانك، إقتنع أبناء الأحياء التي أنعمت على بعضهم/ن بزيارة قبلتك الثانية بعد القدس لإتمام أركانك الخمس أخيرا بأن يقوموا بطلاء الجدران وتزيينها. رغم استماتة بعض الشباب المتطوعين/ات الذين لا حول لهم ولا قوة القيام بمشروع جمع تبرّعات من أجل تجميل أزقتهم، عاملين بمبدأي أنك جميل تحبّ الجمال وأن النظافة من الإيمان.
الحمد لك يا رب، أن هديت ذريّتهم بعدم إطلاق النار من كلاشيناتهم إحتفاء بعودتهم/ن من قبلتك الثانية بعد القدس، ولك الحمد إذ عافيتنا من أن نكون من الذين يقضون نحبهم بطلقة طائشة من كلاشيناتهم تلك.
الحمد لك يا رب، أن جعلتهم يكتفون هذه المرّة بإطلاق الألعاب النارية نحو السماء.
اللهم لا تؤاخذهم إن نسوا أو تناسوا بأن لسمائك حرمات وأنها أمانة في أعناقهم وأنه لا ينقصها تلوّث إضافيّ بإسمك.
الحمد لك يا رب، إذ لطفت بجيراني وبعثت لهم سارقا (إبن حلال) ردّ لهم أوراقا غاية في الأهمية بعد أن سرق 4000 $ عبارة عن مقدّم لمهر ابنتهم التي لم تتزوج بعد، ليكونوا عبرة لأولي الألباب للتوقف عن مقايضة بناتهن قبل الزواج.
الحمد لك يا رب، أن أبقيت على روح الدعابة والتسامح في قلوب البعض وجعلتهم يرحّبون بالعائدين من قبلتك الثانية بعد القدس بالجملة الإيرانية الشهيرة "خوش آمديد"، لتذكرنا بأنك خلقتنا شعوبا وقبائل لنتعارف لا لنتباغض ونتقاتل.
الحمد لك يا رب، أن أبقيت على صورة حنظلة غير العابىء بشيء سوى أنه "ما في كهربا" -كما تقول العبارة المنسوبة له، لتفتح شهيتي للابتسام في كل صباح وأنا في طريقي للجامعة أو العمل حتّى لتلك الجارة البومة، وجعلتها لي صدقة فكما قال نبيك محمد "التبسّم في وجه أخيك صدقة".
اللهم إني أسألك أنا العبدة الفقيرة الراجية خلاصك، أن ترسل لهؤلاء ولجميع المسلمين/ات من الحجاج البالغ عددهم هذه السنة بحسب ما أعلنته مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية نحو مليونان وسبعمائة وتسعين ألف حاج/ة من مختلف أصقاع الأرض، ملائكة في نومهم تخبرهم أن حجّهم ناقص بلا عودة القدس، قبلتك الأولى.
وأنهم طالما قبلتك الأولى القدس منسيّة تحت احتلال مسعور، لا حجّهم مبرور ولا سعيهم مشكور.
No comments:
Post a Comment